الأرثوذكس والإنجيليّون في المشرق العربيّ قراءة تاريخيّة وآفاق مستقبليّة

الأرثوذكس والإنجيليّون في المشرق العربيّ: قراءة تاريخيّة وآفاق مستقبليّة. دعا مركز التوثيق والدراسات الأنطاكيّة في جامعة البلمند وكلّيّة اللاهوت للشرق الأدنى إلى هذا المؤتمر الذي انعقد بين 20 و22 أيّار 2004 في مقرّ الجامعة والكلّيّة. شارك فيه أساتذة وأكاديميّون قرأوا التاريخ واستشرفوا المستقبل.

 من بين المحاضرات نذكر العناوين التالية:
الأرثوذكس وحركة التبشير الإنجيليّة: قراءة نقدّية، الأسقف باسيليوس منصور والقسّ حبيب بدر.
الأرثوذكس والعمل التبشيريّ الإنجيليّ: صراع أم محاكاة، سعاد سليم.
البروتستانت والأرثوذكس في أدبيّاتهما العربيّة على عتبة القرن العشرين، شيرين خيرالله وأسعد قطّان.
إنّ تطوّر الأطر والمضامين العلائقيّة بين المجموعات الدينيّة المسيحيّة في المشرق، الحاصل خلال السنين المنصرمة، يحمل في ذاته دعوة إلى دراسة ما شهده الماضي من تبادلات. فالتقارب المسكونيّ بين هذه المجموعات يسمح بمقاربة أكثر هدوءًا وموضوعيّة لما كان لا يُتكلّم عليه في الماضي إلاّ من منطلق الجدل والدفاع عن الهويّة. ويتيح إعادة اكتشاف تقاطعات ونقاط التقاء غابت عن الواجهة أو كادت. وذلك من دون تسطيح الاختلافات والتكتّم على التوتّرات. في هذا الإطار تكتسب العلاقات بين الأرثوذكس والبروتستانت في القرنين التاسع عشر والعشرين أهمّيّة بارزة، لكونها تشكّل نموذجًا مميّزًا لما يسمّى في المصطلح الاجتماعيّ الحديث جدليّة قرب وبعد. هنا يمكن، طبعًا، تسجيل الملاحظة الأوّليّة أنّ معظم الذين اعتنقوا مسيحيّة حركة الإصلاح بعد حلول المرسلين الإنجيليّين في المشرق كانوا من الأرثوذكس. فضلاً عن التوجّه الواضح لدى كثر من الذين بقوا أرثوذكسًا إلى التثقّف في مؤسّسات يعود تأسيسها إلى المبشّرين البروتستانت، كالجامعة الأميركيّة، والميل إلى تبنّي الثقافة الأنكلوساكسونيّة. هذا يدلّ بالتأكيد على أنّ مستويات التقاطع والانقطاع بين الأرثوذكس والإنجيليّين متعدّدة، إذ هي لا تقتصر على الشأن الدينيّ الصرف، بل تمتدّ خصوصًا إلى المركّبتين الثقافيّة والاجتماعيّة. من هنا كان لا بد من تدارس العلاقات بين الأرثوذكس والإنجيليّين عبر محاور ثلاثة تناولت الشؤون الثقافيّة والتاريخيّة والاجتماعيّة والسياسيّة واللاهوتيّة.
صدرت أعمال هذا المؤتمر في كتاب يحمل العنوان ذاته في أيّار 2006.

Date: 
20 - 22 أيار 2004