حول المعهد

أسّست الكنيسة الأنطاكيّة مركز الدراسات الأنطاكيّة ليكون المكان المركزي في الكرسيّ الأنطاكيّ الذي يجمع تراث الكنيسة ويضعه في متناول الباحثين والمؤمنين بشكل عام، من أجل الاطلاع على غنى هذا التراث والاستفادة منه لتكملة شهادة الكنيسة كما أئتُمِنَت عليها منذ فجر المسيحيّة في هذا المشرق." data-share-imageurl="">
 
أسّست الكنيسة الأنطاكيّة مركز الدراسات الأنطاكيّة ليكون المكان المركزي في الكرسيّ الأنطاكيّ الذي يجمع تراث الكنيسة ويضعه في متناول الباحثين والمؤمنين بشكل عام، من أجل الاطلاع على غنى هذا التراث والاستفادة منه لتكملة شهادة الكنيسة كما أئتُمِنَت عليها منذ فجر المسيحيّة في هذا المشرق.

مع تأسيس جامعة البلمند، رأت البطريركيّة الأنطاكيّة أن تعهد بمهام هذا المركز إلى الجامعة، فتحوّل من مركز دراسات إلى معهد بحثي بامتياز تطال نشاطاته العلميّة مختلف الأوجه التراثيّة التي ترتبط مباشرة بالكنيسة وحياتها. كان هذا الانتقال نقطة تحوّل في النظرة إلى المعهد، وإلى دوره، وإلى أهدافه.

المعهد هو المكان المُعَد لكشف التراث الأنطاكيّ وغناه الإنسانيّ في مجالات عديدة لا تقتصر على المدوّنات التاريخيّة بل تنسحب أيضًا على الفنون المختلفة، وعلى التواصل الإنسانيّ المتمثّل بغنى الآثار المحفوظة والتلاقي مع الآخرين، وعلى الدور الأنطاكيّ في الكنيسة الجامعة. من هنا أن النظرة إلى المعهد كمؤسّسة بحثيّة يتعدى الوجه التقنيّ البحت ليسلّط الأضواء أيضًا على الخبرة المعيوشة التي تحمل في طيّاتها خصوصيّة أنطاكية المشرقيّة.

لذلك أخذ المعهد على عاتقه أمر الاهتمام بكشف النقاب عن ما تذخر به كنيستنا من تراث حيّ تعبّر عنه محفوظاتها، ومخطوطاتها، وعمارتها، وأيقوناتها، وفنّانيها، ورجالاتها، ومفكّريها. لكن لم يعتبر المعهد أن هذا الكشف هو مجرّد إزاحة الستار عن ما كان مخبّأً، بل هو يعمل على إعطاء هذا التراث بُعْدَه الإنساني ليكون جزءًا من حياتنا الكنيسة اليوم، فيبنى تصورنا للمستقبل على ما حفظ لنا هذا التراث من غنى. كما تسمح هذه المقاربة للمعهد بأن يعطي شهادة حق في وجه التشويه الذي يطال الحضور الأنطاكيّ المستقيم الرأي، والذي لم يُعْمل على إبرازه لسنين طويلة.
من هنا، وتنفيذًا لهذه المهمة، ينقسم العمل في المعهد اليوم على دوائر أربع، هي: التاريخ والتراث الشفهي، الآثار والتراث الحضاري، التراث المعماري، الإنسانيّات الرقميّة والتراث المدوّن. يشكّل انتاج هذه الدوائر وحدة متكاملة تجلّت في منشورات، ومؤتمرات دوليّة، وصفحة إلكترونيّة، ومساهمات بحثيّة مع مراكز مماثلة في العالم، وارتباط وثيق بما يمكن أن تحتاجه الكنيسة من دراسات. أبواب هذه الصفحة الإلكترونيّة هو خير دليل على ما أنتجه فريق عمل صغير، لكن مميّز، باندفاعه، وقناعاته، وحبّه لكنيسته.  
 جورج ن. نحّاس
منسق عمل المعهد
إنجليزية